تعريف الإرشاد النفسي: هو خدمة توجة إلى الأفراد أو الجماعات, الذين ما زالوا في المجال السوي ولم يتحولوا بعد إلى المجال غير السوي, ولكنهم مع ذلك, يواجهون مشكلات لها صبغة انفعالية حادة, أو تتصف بدرجة من التعقيد والشدة بحيث يعجزون عن مواجهه هذة المشكلات بدون عون أو مساعدة من الخارج 0
كيف يقوم المرشد بوظيفتة:
1- العلاقة الإرشادية: تتم في أطار من الود, تبدأ بمصافحة اليد وتنتقل إلى عمل المريض وهواياتة واعمالة ومشاغلة, وذلك يسمح بارتخاء نسبى, حيث أنة يتيح التخلص من بعض التوتر وبالتالي يسمح بالتحدث بحرية ( الأثر التنفيسى للمقابلة ) 0
2- كيف تعمل العلاقة الإرشادية على إحداث التغيير: يتم ذلك من خلال التوحد, والتغذية الرجعية والتدعيم الاجتماعي, فالمرشد يتقبل سلوك العميل حتى لو كان غير صحيح وهذة الخبرة تزيد من قيمة الذات لدى العميل وتشجعة على العمل الأحسن والأفضل, أو مجرد حصول العميل على رضا وسرور المرشد 0 وفى النهاية يستطيع العميل أن يجعل من أنواع السلوك والاتجاهات الجديدة النابعة من علاقتة بالمرشد أن تكون أشياء خاصة بة نابعة من شخصة, وذلك هو لب العملية الإرشادية 0 مثال ذلك " زوجة: تفشل في أداء الواجبات المنزلية وفى رعاية الأطفال 0
السلوك المرغوب: التنظيف – غسل الملابس – فرش الأسرة – شراء اللوازم – طبخ الوجبات – عمل حلوى للأطفال 0
زوجة تعانى من: ملبس سيء ( مظهر غير مناسب ) 0
السلوك المرغوب: تصفيف الشعر – الملابس المبهجة – كي الملابس – تبادل الحديث مع الزوج على الأقل لمدة 15 دقيقة 0 ( حامد زهران, 1998 ) 0
3- المقابلة الإرشادية: أهداف المقابلة:
أ – استجابات العميل السابقة منها والحالية تجاة:
1- ذاتة وجسمة 2- عائلتة 3- عملة
4- بيئة الاجتماعية في مراعاة للوضع الاقتصادي والعقيدة والأصدقاء
5- مرضة الحالي
ب – مدى استعداد العميل وتهيئة سبقا كتربة للمرض وذلك بكشف:
1- الصراعات النفسية الهامة 2- التكوين الجسمانى
3- العوامل الوراثية
4- العلاقة الزمنية ما بين الأحداث الصدمية ويبن لحظة انبثاق الصراع أو ظهور الأعراض
5- الأعراض التي هي مظاهر يتبدى خلالها الصراع, وهى في الوقت نفسة دفاع ضد هذا الصراع
ج – مدى رغبة العميل في الشفاء, وذلك بكشف:
1- اتجاهة وموقفة من الأمراض الحالية والسابقة
2- المزايا والفوائد التي يكسبها من وراء المرض
3- الهدف والدلالة الخاصة للأعراض
4- حظ العميل من القدرة على حل الصراع
موضوعات المقابلة ( الأسئلة الهادفة ):
1- المرض الحالي: ينبغي أن نترك المريض يتحدث في حرية عن أعراض مرضة فلقد جاء من اجل ذلك, ينبغي أن نلح حتى نتبين متى كان احساسة وكيف كان أحساسة بالأعراض, ثم ماذا كان منة عند ذلك وما الذي ترتب على ذلك 0
ينبغي ألا نقع في خطا الإيحاء للمريض بإجابة ما, فلا ينبغي مثلا أن نسالة ما أن كان يستشعر هذا العرض أو ذاك من الأعراض المرضية التي يتحدث عنها 0
2- الأسرة: نسال العميل عما إذا كان والدة لا يزال حيا, وعن عمرة وصحتة وعملة, وعن اى نمط من الرجال هو, فالذا ما انتهينا من الأسئلة المتعلقة بالوالد أعدناها فيما يختص بالوالدة فالأخوة والأخوات والأجداد والجدات, نسال العميل عما إذا كان قد عاش حتى اليوم بين والدية, فان أجاب بالنفي سالناة عن الأشخاص الذين عاش معهم مكررين الأسئلة السابقة, نسالة عن الطريقة التي تمت عليها تربيتة ومدى ما كانت تتسم بة من تسامح أو صرامة, نسالة عما إذا كان قد نزل بة العقاب, فان أجاب بالإثبات سالناة لماذا وكيف وممن, نسالة كيف كانت استجابتة, ونسالة عمن كان أكثر الأشخاص تدليلا لة, ونسالة عما إن كان بفضل في حبة والدة أو والدتة ملحين علية حتى نبلغ إلى الإجابة نسالة عمن كان يحظى بتفضيل الأب وعمن كان يحظى بتفضيل الأم, نسالة عما كان علية تفاهمة مع اخوتة واخواتة, وعما كان علية تفاهم الوالدين فيما بينهما, ونسالة في النهاية ما إن كان يشعر بالسعادة بين أهلة 0
3- الطفولة: نسال العميل عن طفولتة وعن اى نمط من الأطفال كان في طفولتة من حيث الهدوء أو الشراسة, نطلب إلية معلومات عن تطورة الجسمانى والنفسي 0
4- سنوات التعليم: نسال العميل عن السن التي ذهب فيها إلى المدرسة وعما كانت علية استجابتة, نسالة هل كانت لة كثرة من الأصدقاء, وعن طبيعة اللعبة التي كان يحب أن يمارسها, نسالة هل كان يشعر بالميل إلى تزعم الغير أم إلى اقتفاء أثرهم, نسالة عن الحد الذي انتهى إلية ووقف عندة في دراستة وعن المادة التي كانت تحظى بشغفة واهتمامة, وعن المهنة التي كان يتمنى أن يزاولها حين يكبر 0
5- العمل: نسالة عن عملة الأول, طبيعتة وما كان علية, ومدى ما كان يشعر بة من تعلق تجاهة, نطلب إلية الدافع الذي دفعة إلى هذا العمل والفترة التي زاول خلالها هذا العمل, ثم نطلب إلية السبب في تركة لة أو ارتحالة عنة, نسالة عما كان شغوفا بعملة الحالي وعما إذا كان راضيا عنة, ولما نسالة عما يطمح إلية ما أن كان قانعا باجرة راضيا بمرتبة, أيضا نسالة عن اى صدمات نفسية بالعمل 0
6- مكان الإقامة: نسالة عن تاريخ ارتحالة لأول مرة عن مكان ميلادة, وعن السبب الذي دعا إلى ذلك ثم نطلب إلية ما أن كان محل الإقامة الجديدة ينزل من نفسة منزلة الرضا, تتكرر الأسئلة إلى كل مكان أقام فية 0
7- الحوادث والأمراض: نتناول بالأسئلة كل حادث على حدة منتبهين إلى ظروف الحادث بالنسبة إلى الحالة النفسية التي كان عليها الشخص وقتها, ففي ذلك ما يكشف لنا عن مدى استعدادة السابق تجاة الحوادث من حيث هو استعداد يرجع إلى دافع لا شعوري, نسالة عما يراة من رأى تجاة العاهات, نستعرض الأمراض التي نزلت بة محاولين بذلك أن نبلغ إلى وصف دقيق لأعراض المرض واستجابات المريض النفسية تجاهة 0
8- الزواج: نسالة عن الكيفية التي تم بها اللقاء والتعارف مع الزوجة, وعن الفترة التي قضاها في مغازلتها, ونسالة عن الدافع الذي دفع بة إلى حبها, وينبغي أن نلح علية بهذة الأسئلة حتى ننتهي إلى الكشف عن الدافع الذي يكشف لنا بدورة عن الجوانب العميقة للشخص 0
نسالة عما أن كان يتشاجر كثيرا مع زوجتة, ولا ينبغي أن يتخذ السؤال صورة الاستفهام الساذج عما أن كان متفاهما مع زوجتة, نطلب إلية ما أن كان لدية أطفال, فان أجاب بالإيجاب استرسلنا معة فيما كان علية الحمل والوضع وما كان علية تنشئة كل منهم, فان أجاب بالنفي طلبنا إلية سبب ذلك, نسالة أخيرا عن راية في النساء على وجة العموم, وكذلك الحال نفس الأسئلة بالنسبة للمراة المتزوجة 0
9- العادات والمشارب: نسال العميل عما بفعلة خارج ساعات العمل, نسالة عما أن كان لة كثرة من الأصدقاء المقربين, وكيف يقضى الوقت معهم, وفى حالة ما يجيب العميل بان ليس لة من أصدقاء نسالة عن سبب ذلك0
10- اتجاهة من اسرتة: نطلب إلى العميل أن يحدد الأفراد الذين يعيش معهم والسبب في تواجدهم معة, نسالة عما أن كان يعانى الكثير من المضايقات في بيتة, ونسالة عن طبيعة العلاقة التي تربطة ببقية أفراد اسرتة 0
11- اتجاهة من المرض الحالي: نسال العميل عما يعتقد أنة السبب الذي يمكن أن ينسب مرضة إلية, ونسالة عما يعتقد أنة السبيل لتحقيق شفائة نطلب إلية ما ينتوى فعلة حين يتحقق لة الشفاء, الإجابة على هذا السؤال تتضمن على وجة الدقة ما لا يرغب العميل في اعماقة أن بفعلة 0
12- الأحلام: نسال العميل عما أن كان ينام جيدا وعما أن كان يعانى الكابوس, نطلب إلية ما أن كان يحلم ونلح علية حتى يقدم إلينا على سبيل المثال بعض احلامة 0
فنيات المقابلة:
الإطار المعنوي للمقابلة: يرى " كنسي " أن الموقف من حيث هو إطار واقعي ينبغي أن يكون ألطف ما يمكن حتى يسترسل الفرد على طبيعتة في غير ما اضطراب 0 ويسمى هذا طريقة صاحب البيت ( المضيف ), بينما يفضل البعض الأخر إطارا ينطوي على التوتر بحيث يرغم الشخصية على أن تكشف عن أعمقاها, ويتمسك البعض الثالث بإطار يتسم بالحياد حتى تأتى الاستجابات تلقائية بعيدة عن كل تأثير, وبديهي أن خصوبة المقابلة تتطلب الكشف في عمق عن جنبات الشخصية, وياتى ذلك حين يندمج الفرد في الموقف, ويعين على ذلك حديثة عن حياتة العائلية وحالتة الاقتصادية قبل أن يصل إلى مشاكلة العاطفية, وكثيرا ما يكتم الفرد أو يقمع هذة المعلومات وأحيانا ما تغيب عنة بفعل الكبت 0
مشكلة التسجيل: هل ينبغي كتابة ما يدور من حديث أولا بأول في صورة سؤال وجواب ؟ قد يكون في هذا ما يزعج المرشد الذي يجد نفسة مضطرا إلى أن يوزع انتباهة ما بين الاستجواب والكتابة, ومع هذا ففي هذة الطريقة ما يضمن لة عدم نسيان أو إغفال نقطة من النقاط 0
مشكلة الشخص الثالث: هل نسمح بالحضور لشخص ثالث ؟ يرى البعض أن هذا لا يؤثر على سير المقابلة سيما حين يكون هذا الشخص ممرضا أو ممرضة يضطلع بالاختزال, وإقناع العميل بان مثل هذا الشخص قد اعتاد الاستماع إلى مثل هذة الأمور, ولكن هذا لا يجوز, فلا بد من تجنب التدوين أمام المريض وعدم السماح لثالث بالتواجد على اى نحو من الأنحاء, وذلك بالنظر إلى ما يطرأ على الموقف من تغير في الحالين من حيث هو موقف اجتماعي يتسم بدلالة خاصة تتحكم إلى حد بعيد في مقاومة المريض من حيث مداها ومظهرها 0 أن الثقة لا بد منه كي يستطيع المريض أن يتحدث في حرية تامة صادقة عن مشاكلة الشخصية العميقة 0
التقنين والتلقائية: أن إقامة استخبار محدد مقنن هو وهم لأنة يصاغ قبلا استنادا إلى الباحث وفى إغفال لفردية الشخص موضوع المقابلة, هذا إلى عيب أخر ينحصر فيما تتوهمة هذة النظرة من أن السؤال الواحد لة نفس القيمة ونفس الوزن بالنسبة لجميع الأفراد, فمن الواضح أن سؤالا بعينة قد يكون جوهريا للواحد وخلوا من الأهمية للأخر, فالموقف شبيه بحالة المهاجم الذي يتلمس ثغرة في الخط الدفاعي للعدو حتى يستطيع أن ينفذ منها, ومن هنا ينبغي الأعراض عن تقنين الحديث 0
بل لابد للمرشد من أن يحسن اختيار الكلمات تبعا لنوعية الموقف, فالتعبير اللفظي مثلا يختلف باختلاف الطبقات, فلئن كان من الخطأ في الحالات العادية التحدث بالمصطلحات الفنية فأنة يستحسن مع ذلك في بعض الحالات الالتجاء إلى هذة المصطلحات الفنية لتفادى المقاومة عند الشخص, ذلك أن المصطلحات الفنية كاللغة الأجنبية تسهل على الفرد التخلص من قيد التابو, ومن هنا تبدو أهمية ذلك في الميدان العاطفي 0
المقاومة والطرح: من البديهي أن يترك ترتيب الأسئلة لتتكيف مع سياق الحديث وان تتعدد الأسئلة تبعا لأهمية الموضوع ووزنة عند الفرد, فبعض الأسئلة تثير عند بعض الأفراد مقاومة كبيرة, فمن الخطأ أن نبدأ بمثل هذة الأسئلة بل الأفضل أن نترك مثل هذة الأسئلة حتة يعتاد الشخص موقف الحديث فينطلق في غير كثير من المقاومة, تأخذ المقاومة صورا مختلفة, فمن صمت, إلى تردد, إلى حركات تعبيرية لا إرادية ( لا زمات ) إلى شعور بالحرج ونظرات خافضة 00 الخ 0
إننا لا نكاد نلمس الدوافع العميقة حتى يعبىء الشخص اعنف مقاومة مدافعا بشكل لا شعوري ضد كل محاولة تستهدف كشفها, ومن هنا قد يلجا بعض المرشدين إلى استخدام وسائل الضغط من إحداق النظر والانهيال على الشخص بسيل من الأسئلة السريعة والمحددة التي لا تسمح لة بتحريف الحقيقة أو البالغة فيها, مما يسمى بالحديث البوليسي, ولكن هذة مسيلة خطرة قد يتحداها المريض بالصمت فيضيع كل شيء, وعلية على المرشد أن يحسن الاستماع فهو ينصت ويعين الشخص على أن يتكلم في حرية ممسكا بذلك بزمام الحديث يوجهه حسبما يرى 0
وينبغي أن يكون المرشد بادىء الاهتمام بالحالة وألا استحال الطرح, ولكن هذا الاهتمام ينبغي أن يكون شعورا صريحا لا ضمنيا حتى لا يفلت من زمام المرشد بل يخضع لارادتة ( مضاد الطرح ) 0 ولكي نقف على دوافع الشخص العميقة ينبغي أن نصل بة إلى التحرر والانطلاق ويحدث ذلك في الطرح الموجب, ولكن هذا الطرح الموجب لا يحدث بطريقة إلية, بل يتوقف على عدة عوامل كالسن والجنس والحالة الاقتصادية والهيئة الجسمانية ونبرات الصوت وتعبيرات الوجة 00 الخ 0 هذة العوامل تلعب دورها فيما يتصل بالطرح وتحكم بالتالي إجابات الفرد واستجاباتة, فتعبير أو إجابة بعينها تختلف من حيث الدلالة تبعا لموقف المرشد من حيث هو محايد أو صارم عبوس, فالابتسامة في أطار من العبوس تختلف عنها في أطار من البشاشة من ناحية الدوافع, وبالتالي من حيث القيمة والوزن, وكذلك تختلف دلالة الإجابة أو الاستجابة تبعا لاتجاة العميل من المرشد وهو الاتجاة الناجم عن الطرح موجبا كان في صورة محبة أو سالبا في صورة كراهية 0
الملاحظة والتأويل: ينبغي للمرشد أن يحسن الملاحظة فيسجل در الفعل العرض السريع وزلات اللسان ونوعية الحركات المصاحبة للحديث عن موضوع بعينة, فهو يقوم بتأويل مظاهر السلوك وخاصة الصريح والواضح منها ولكنة ينتبة أيضا إلى ما يسيء الشخص التعبير عنة فيترجمة المرشد إلى ما يريد الشخص أن يعبر عنة والى ما حال بينة وبين التعبير عنة, وهناك أيضا ما لا يستطيع الشخص أن يعبر عنة دون أن يعينة المرشد, وينبغي للمرشد أن يتبين ما حذفة الشخص نتيجة لمجرد القمع أو بفعل الكبت, وكل هذا يتلخص في أن قيمة المقابلة الشخصية تعكس قيمة المرشد, هذا الذي يحتاج بالإضافة إلى الاستعداد إلى إعداد وخبرة 0 وبالنسبة إلى التشخيص فان المرشد ينبغي أن يتجنب الحل السهل بلصق بطاقة على الحالة وإنما يضع فرضا ابتداء من معلوماتة, ويترك للواقع مهمة التأييد أو النفي أو التعديل